((( سلسلة مقالات رمضانية)))
ألمقال السادس : أركان الصيام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
الركن الأول : النية.
وهي العزم والاذعان على أداء الصوم ومحلها القلب فلا يشترط التلفظ بها ولا بد منها في الصوم وفي كل عمل تعبدي لقوله تعالى ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء). البينة (5)ولما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.... الحديث).
وفي حكم تبييت النية ليلا خلافا بين الفقهاء مفاده :
١- رأي الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة انه يجب ان تبيت النية ليلا لكل صوم لأنه عبادة تحتاج إلى النية واستدلوا بحديث حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له).
٢- رأي الاحناف : جواز النية بعد الفجر في رمضان. واستدلوا بحديث عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أهله فيقول ( هل عندكم من غداء؟ فإن قالوا لا قال فإني صائم).
و الراجح من القولين هو قول الجمهور لقولة دليلة. ووروده في محل النزاع. أما دليل الاحناف فهو وارد في صيام التطوع وليس الفرض.
وسؤال يطرح نفسه أو ربما سائل يسأل : هل تكفي نية واحدة عن صوم شهر رمضان كله ام لابد من تبييت النية لكل يوم على حدة؟
الجواب فيه خلاف أيضا بين الفقهاء على قولين :
الأول : للمالكية. وقالوا بالاكتفاء بنية واحدة لكل صوم يجب تتابعه مثل صيام شهر رمضان أو باقي الشهر ان قطع التتابع لعذر كسفر أو مرض أو حيض أو نفاس فيعيد النية لما تبقى بعد التتابع. واستدلوا بأن الواجب صوم الشهر والشهر اسم لزمان واحد فكان الصوم من أوله إلى آخره عبادة واحدة كالصلاة والحج فإن ذلك يتحقق بنية واحدة. ولما في ذلك من تيسير على الصائم ودفع المشقة والحرج لأن النية ركن من أركان الصيام وتركها يبطله.
الثانى : للجمهور وهم الاحناف والشافعية والحنابلة. قالوا لابد من تبييت النية لكل يوم لأن اليوم عندهم عبادة مستقلة بذاتها حيث يتخلل اليومين ما يناقض الصوم من تناول الاكل والشرب وغيرهما من المفطرات. واستدلوا لذلك بظاهر حديث حفصة ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ). ومفاده أن النية تكون كل يوم قبل الفجر ولا تفيد فجرا واحدا في الشهر كله فهذا معنى التبييت عندهم.
و الراجح من القولين هو : رأي الجمهور فالنية لا تكلف الصائم جهدا في بذلها سوى أنه يضمر في نفسه أداء العباده كل ليلة يوم من الشهر. وأرى إمكانية الجمع بين رأي الجمهور وراي المالكية بأن من أراد الصوم ينوي في أول ليلة من رمضان صيام الشهر كله ثم ينوي بعد ذلك عن كل ليلة على حدة فإن نسي في احد الليالي فإن نيته في أول ليلة تكفي عن نسيانه في تلك الليلة التي نسي فيها النية وكذلك الحكم لو نسي أكثر من ليلة.
وأما عن حكم التلفظ بالنية : فليس شرطا أن يتلفظ الصائم بالنية وإنما يكفي أن ينوي بقلبه على أداء فريضة الصوم وسحوره يعتبر نية لأنه لا يتسحر الا ليتقوي به على الصيام.
والله تعالى أعلى واعلم.
الشيخ /أحمد عبد العظيم عمرو
مدير عام معهد فؤاد الأول بأسيوط
ألمقال السادس : أركان الصيام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
الركن الأول : النية.
وهي العزم والاذعان على أداء الصوم ومحلها القلب فلا يشترط التلفظ بها ولا بد منها في الصوم وفي كل عمل تعبدي لقوله تعالى ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء). البينة (5)ولما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.... الحديث).
وفي حكم تبييت النية ليلا خلافا بين الفقهاء مفاده :
١- رأي الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة انه يجب ان تبيت النية ليلا لكل صوم لأنه عبادة تحتاج إلى النية واستدلوا بحديث حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له).
٢- رأي الاحناف : جواز النية بعد الفجر في رمضان. واستدلوا بحديث عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أهله فيقول ( هل عندكم من غداء؟ فإن قالوا لا قال فإني صائم).
و الراجح من القولين هو قول الجمهور لقولة دليلة. ووروده في محل النزاع. أما دليل الاحناف فهو وارد في صيام التطوع وليس الفرض.
وسؤال يطرح نفسه أو ربما سائل يسأل : هل تكفي نية واحدة عن صوم شهر رمضان كله ام لابد من تبييت النية لكل يوم على حدة؟
الجواب فيه خلاف أيضا بين الفقهاء على قولين :
الأول : للمالكية. وقالوا بالاكتفاء بنية واحدة لكل صوم يجب تتابعه مثل صيام شهر رمضان أو باقي الشهر ان قطع التتابع لعذر كسفر أو مرض أو حيض أو نفاس فيعيد النية لما تبقى بعد التتابع. واستدلوا بأن الواجب صوم الشهر والشهر اسم لزمان واحد فكان الصوم من أوله إلى آخره عبادة واحدة كالصلاة والحج فإن ذلك يتحقق بنية واحدة. ولما في ذلك من تيسير على الصائم ودفع المشقة والحرج لأن النية ركن من أركان الصيام وتركها يبطله.
الثانى : للجمهور وهم الاحناف والشافعية والحنابلة. قالوا لابد من تبييت النية لكل يوم لأن اليوم عندهم عبادة مستقلة بذاتها حيث يتخلل اليومين ما يناقض الصوم من تناول الاكل والشرب وغيرهما من المفطرات. واستدلوا لذلك بظاهر حديث حفصة ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ). ومفاده أن النية تكون كل يوم قبل الفجر ولا تفيد فجرا واحدا في الشهر كله فهذا معنى التبييت عندهم.
و الراجح من القولين هو : رأي الجمهور فالنية لا تكلف الصائم جهدا في بذلها سوى أنه يضمر في نفسه أداء العباده كل ليلة يوم من الشهر. وأرى إمكانية الجمع بين رأي الجمهور وراي المالكية بأن من أراد الصوم ينوي في أول ليلة من رمضان صيام الشهر كله ثم ينوي بعد ذلك عن كل ليلة على حدة فإن نسي في احد الليالي فإن نيته في أول ليلة تكفي عن نسيانه في تلك الليلة التي نسي فيها النية وكذلك الحكم لو نسي أكثر من ليلة.
وأما عن حكم التلفظ بالنية : فليس شرطا أن يتلفظ الصائم بالنية وإنما يكفي أن ينوي بقلبه على أداء فريضة الصوم وسحوره يعتبر نية لأنه لا يتسحر الا ليتقوي به على الصيام.
والله تعالى أعلى واعلم.
الشيخ /أحمد عبد العظيم عمرو
مدير عام معهد فؤاد الأول بأسيوط
الأربعاء أبريل 29, 2020 5:18 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال التاسع)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:41 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال الثامن)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:39 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال السابع)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:38 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال السادس)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:36 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال الخامس)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:34 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال الرابع)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:31 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية (المقال الثالث)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:28 pm من طرف Admin
» سلسلة مقالات رمضانية. (المقال الثاني)
الثلاثاء أبريل 28, 2020 6:09 pm من طرف Admin