سلسلة مقالات رمضانية (المقال الثامن)

((( سلسلة مقالات رمضانية)))
المقال الثامن : تابع أركان الصيام. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
الركن الثالث والأخير : الصائم
وهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصوم.
ومن هنا يتضح لنا أنه لكي يكون الصوم الشرعي الإسلامي صحيحا فلا يقع الا من مسلم. فلا يجب على الكافر أو غير المسلم ولو اسلم خلال شهر رمضان فلا قضاء عليه فيما مضى من الشهر قبل إسلامه. ولا يلزمه إمساك في بقية اليوم الذي اسلم فيه ويندب له قضاؤه. ويشترط أن يكون هذا المسلم بالغا مخاطبا بأحكام الشريعة. فلا يصح الصوم من الصبي الا اذا كان قادرا عليه ويستحب أمر الصبيان بالصوم للتدريب عليه للتمرين عليه إذا طاقوه. وسن إطاقة الصوم للصبي ربما سبع سنين أو أثنى عشر سنة. ويشترط أيضا أن يكون الصائم عاقلا فلا يجب الصوم على المجنون فاقد العقل. ويشترط أيضا أن يكون الصائم قادرا على الصوم حسا وشرعا. فإن كان لا يطيقه حسا لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه. أو لا يطيقه شرعا لحيض أو نفاس أو نحوه من مرض أو سفر فلا يجب عليه الصوم.
ومن كان صائما ومرض أثناء الصوم أو كان مقيما وسافر أثناء الصوم وما أشبه ذلك فإنه يجوز له الفطر لعموم الآية (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من ايام آخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) البقرة (١٨٦). ولو زال العذر أثناء النهار كالمسافر الذي قدم من سفره أو المريض الذي شفي من مرضه أو الحائض التي طهرت من حيضها فإنه لا يلزم هؤلاء الإمساك بقية اليوم لأنهم لم يكونوا مكلفين بالصوم من اول النهار ومن لا يدرك اليوم بكماله لا يلزمه القضاء. وهذا في الرأي الراجح عند المالكية والشافعية وبعض الأحناف. خلافا للحنابلة وجمهور الأحناف حيث قالوا بلزوم الإمساك بقية اليوم مراعاة لحرمة الشهر وارجح ماقال به هؤلاء ومع أفضلية الإمساك بقية اليوم الا انه يجب القضاء عند الجميع.
والله تعالى أعلى واعلم.
الشيخ /أحمد عبد العظيم عمرو
مدير عام معهد فؤاد الأول بأسيوط